خريجات برنامج تمكين للتطور التنفيذي للمرأة القيادية يشاركن تجاربهن في التطور المهني وبناء المهارات القيادية
في إطار الجهود الوطنية الرامية إلى تمكين المرأة وتعزيز دورها في مواقع صنع القرار، تبرز أهمية برامج التدريب القيادي
المخصصة للقيادات النسائية البحرينية كأداة إستراتيجية لتعزيز قدراتهن وصقل مهاراتهن في بيئة عمل ديناميكية ومتسارعة التغير. وفي هذا السياق، احتفى صندوق العمل (تمكين) بتخريج الدفعة الثانية من برنامج "التطور التنفيذي للمرأة القيادية" لذي تم إطلاقه ضمن حزمة برامج تدريب القيادات التنفيذية البحرينية التي أطلقها سمو الشيخ عيسى بن سلمان بن حمد آل خليفة رئيس مجلس أمناء وقف عيسى بن سلمان التعليمي الخيري رئيس مجلس إدارة صندوق العمل بهدف تقديم فرص نوعية للكفاءات البحرينية. ويأتي هذا البرنامج بالتعاون مع جامعة إتش إي سي باريس (HEC Paris) بهدف تعزيز المهارات القيادية للكوادر البحرينية النسائية وبهدف تقديم فرص نوعية للكفاءات البحرينية.
وعلى هامش ذلك، قالت خريجات البرنامج أن دعم (تمكين) المستمر للمرأة البحرينية يمثّل ركيزة أساسية في تعزيز قدراتهن وتمكينهن من لعب أدوار قيادية فعالة.
رحلة تحول قيادي
تعليقاً على مشاركتها في هذا البرنامج، صرحت السيدة مريم الجودر، مدير التدقيق الداخلي – المالي والتجاري في "بابكو إنرجيز": "شكّل البرنامج تجربة قيّمة أثرت مسيرتي المهنية بشكل ملحوظ حيث ساهم في تعزيز المهارات القيادية وتطوير التفكير الإستراتيجي إلى جانب إكسابي أدوات فعالة لبناء فرق عمل عالية الكفاءة. تميز البرنامج بتوازن مدروس بين الطرح النظري والتطبيق العملي وأتاحت ورش العمل الجماعية فرصة للتعاون البنّاء، وتبادل الخبرات والاستفادة من تجارب المشاركات مما انعكس إيجابياً على رجوعنا لجهات عملنا بمنظور جديد وأفكار واضحة. أتقدم بجزيل الشكر إلى صندوق العمل "تمكين" والقائمين على البرنامج على هذه المبادرة النوعية، وعلى ما أبدوه من ثقة واستثمار في طاقات المرأة البحرينية بما يسهم في تمكينها وتعزيز دورها في مختلف الميادين."
قيادة ملهمة في بيئة داعمة
من جانبها صرحت السيدة دعاء عمر، مدير مكتب شركة فاطمة الانصاري للتصميم والتنفيذ: "تميز البرنامج بتنظيمه الاستثنائي حيث قدم مزيجاً غنياً من الرؤى، والأدوات العملية، والنقاشات حول القيادة والوعي الذاتي والتجارب الفريدة التي تخوضها المرأة في مواقع القيادة. وهو ما أسهم في خلق بيئة تعليمية ملهمة وآمنة للحوار والتفاعل. ومن خلال الجلسات عرضت المتحدثات رؤى قيادية نابعة من واقع خبراتهن الشخصية. ولا يسعني إلا أن أثمّن الدور المحوري الذي قام به صندوق العمل "تمكين" في دعم هذا البرنامج مما يعكس الالتزام الراسخ بتمكين المرأة وتعزيز حضورها في مناصب اتخاذ القرار. أغادر هذا البرنامج وأنا أكثر ثقة وارتباطاً بمجتمع من القيادات الطموحة وأنصح كل من تسعى إلى تطوير ذاتها والارتقاء بمهاراتها القيادية أن تلتحق بهذا البرنامج."
رحلة قيادية بمقاييس عالمية
وأضافت السيدة بسمة مصطفى مساعد نائب رئيس قسم الخزينة بنك السلام: "عندما اطلعت على تفاصيل البرنامج للمرة الأولى، شعرت أنه بالضبط ما كنت أبحث عنه منذ عام كامل – برنامج قيادي بمستوى عالمي. وقد كان ذلك ما وجدته بالفعل من خلال هذا التعاون مع جامعة إتش إي سي باريس (HEC Paris) التي تُعد من أعرق وأرفع المؤسسات الأكاديمية على مستوى العالم. كانت كل لحظة ضمن هذا البرنامج ذات قيمة مضافة حقيقية ولقد اكتسبت معارف ومهارات عملية عديدة، وكان من دواعي سروري التعرف على مجموعة من النساء الملهمات والطموحات، وتبادل الخبرات معهن ضمن بيئة تعليمية ثرية."
وأكدت أن البرنامج لم يقتصر على تعزيز المهارات القيادية فحسب، بل ساعدها على تبنّي أساليب النقد الذاتي الإيجابي، مما مكّنها من رؤية جوانب التطوير بوضوح واتخاذ خطوات عملية نحو التحسين والنمو المهني، قائلة: "أشعر بثقة أكبر اليوم، وباستعداد حقيقي لتطبيق ما تعلمته من أجل التميز في مسيرتي المهنية."
قيادة تنبع من الداخل
على صعيد آخر علقت السيدة منال ضاحي، مؤسس شركة منال ضاحي للاستشارات القانونية والمحاماة عن تجربتها قائلةً: " لقد تميز البرنامج بقدرته على ملامسة العمق الإنساني والمعرفي في آنٍ واحد، فلم يكن مجرد تدريب مهني، بل تجربة انعكاسية مكّنتني من رؤية ذاتي من خلال عدسة المرأة القائدة — تلك التي تؤمن بأن التغيير يبدأ من الداخل، وأن كل مسؤولية تتولاها تحمل في طيّاتها رسالة وقصة تستحق أن تُروى. هذا البرنامج لم يزوّدنا بالأدوات فحسب، بل بالوضوح، وبالشجاعة اللازمة لاتخاذ مواقع التأثير بثقة، وبتصميم على أن تكون قيادتنا انعكاساً حقيقياً لقيمنا وهويتنا. إنه استثمار في الإنسان، وفي مستقبل أكثر توازناً وعدلاً.”
ختامًا، يجسّد برنامج "التطور التنفيذي للمرأة القيادية" أكثر من مجرد مبادرة تدريبية؛ إنه منصة تحوّل حقيقية، تُعيد تعريف مفهوم القيادة من منظور المرأة البحرينية الطموحة وأداة إستراتيجية فاعلة في تمكين المرأة البحرينية وتزويدها بالأدوات اللازمة للنجاح في الأدوار القيادية. من خلال الجمع بين الخبرات العالمية والتجارب المحلية، تمكنت المشاركات من تطوير مهاراتهن القيادية وتوسيع آفاقهن المهنية. هذه الرحلة الملهمة لم تقتصر على تعزيز الثقة بالنفس، بل أسهمت في بناء شبكة قوية من القيادات النسائية التي ستكون بلا شك قوة دافعة نحو مستقبل مشرق للمملكة. إن التزام "تمكين" بالاستثمار في قدرات المرأة البحرينية يفتح أبوابًا جديدة للفرص ويعزز من مشاركتها الفاعلة في مختلف القطاعات، مما يساهم في تحقيق رؤية البحرين 2030 الطموحة.
المصدر :جريدة البلاد
الأحد 27 أبريل 2025